اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 247
من غضبه وعقابه.
وأما المشايخ الذين هم غيرهم، فهم مراءون كذابون دجالون، يأكلون بدينهم، اللهم إلا أن يكون الصالح منهم مقبورا، ولهم أذكار في الجامع الأموي ما يشك أحد إذا رآهم أنها سخرية (136 ب) وملعبة، بل لا يفهم أحد ما يقولونه.
ومن عجيب أمرهم أن النساء يختلطن بالرجال سحر رمضان، وكذا وقت التراويح، ومرة صليت التراويح في [الجامع] الأموي فرأيت الناس جلوسا بين الصفوف يتحدثون، والأولاد لهم صياح وعياط ولعب بحيث يشوشون على المصلين، فتركت الصلاة فيه من حينئذ.
وهذا الجامع كبير واسع، في غاية الحسن من العمارة والنقش والأسطوانات والرواقات، بحيث يعلق في كل ليلة من رمضان نحو اثني عشر قنديلا كما قيل، وشهرته تغني عن تعريفه.
[معالم دمشق]
وأما أرض دمشق فإنها طيبة كثيرة المياه والأشجار، حتى إن المراحيض تجري فيها سواقي الماء فيذهب بالنجاسة ويستنجى به، وهي أرض مقدسة [فيها] مهاجر الأنبياء ومدافنهم، جنة من جنات الدنيا، إلا أن غالب سكانها البقر. ويوم عيد الفطر أخذنا صالح أفندي الموصلي إلى الصالحية «1» ، وبقينا في القصر العمادي من الضحى إلى العصر، وصلينا الجمعة في جامع سيدنا الشيخ محيي الدين بن العربي، ثم زرنا قبره الشريف، ودعونا لنا ولأحبابنا، وزرت قبر سيدي الشيخ عبد الغني (137 أ) النابلسي فصعدت على قصره، فرأيت الأشجار مد البصر من الجوانب الأربعة، حتى إن دمشق ترى كالشامة بين الأشجار.
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 247